الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

ابن المقرب




ابن المُقَرَّب
(572 - 630 هـ ، 1176 - 1232م). أبوعبدالله جمال الدين علي بن المقرب بن منصور بن المقرب الربعي العُيوني. من الشعراء الأعلام الذين حفظوا للشعر فحولته في عصرِ أخذت اللغة الشعرية فيه تهبط وتَضْعُف. عُرف بابن المقرَّب العيوني البحراني، ويُنسب إلى بلدة العيون بالأحساء. وهو من أسرة أمراء الأحساء العيونيين. عاش في أواخر القرن السادس للهجرة وأوائل القرن السابع بالأحساء حين كانت الخلافة العباسية في أواخر أيامها ولم يبق لخلفاء بغداد سلطان خارجها. فظهرت من ثمّ إمارات مستقلة بالبحرين وغيرها من الأقاليم.

كان للأسرة العيونية ولأمرائها وعشائر تلك البلاد اليد الطولى في القضاء على حركة القرامطة ودولتهم التي أقاموها في الأحساء وجعلوا عاصمتها هجر. ولهذا نجد ابن المقرب يفتخر في عدة قصائد بما فعله أجداده الذين قضوا على هذه الحركة، فيقول
:

 
سَلِ القرامط مَنْ شظَّى جماجمهم

 
فلقًا وغادرهم بعد العُلى خَدَما

منْ بعد أن حلّ بالبحرين شأنهم

 
وأرجفوا الشام بالغارات والحرما

وأبطلوا الصلوات الخمس وانتهكوا

 
شهر الصيام ونصوا منهم صنما

حتى حمينا عن الإسلام وانتدبت

 
منا فوارس تجلو الكرب والظلما

غير أن ابن المقرب لم ينل من أسرته الاستقرار الذي ينشده، فقد أثارت عليه نباهته حسد حسّاده الذين وشوا به لدى الأمير أبي منصور علي بن عبدالله، الذي استولى على بساتينه وأمواله وزج به في السجن. وحين أُطلق سراحه ذهب إلى الموصل عام 617هـ ثم إلى بغداد، وعاد بعدها مرة أخرى إلى هجر، ونظم الشعر في الأمير محمد بن ماجد. ثم مدح والي القطيف
.

له ديوان شعر مطبوع حذف منه طابعوه مدائحه ومراثيه في آل البيت. ذكره صاحب أنوار البدرين في ترجمة علماء الأحساء والقطيف والبحرين فقال في الباب الثالث في ترجمة علماء هجر وهي الأحساء: ومن أدبائها البلغاء وأمرائها النبلاء الأمير الأريب الأديب المهذب علي بن مقرب الأحسائي ينتهي نسبه إلى عبد الله بن علي بن إبراهيم العيوني الذي أزال دولة القرامطة من ربيعة كما تقدم، وقال قبل ذلك لم تزل القرامطة في دولتهم ومنكراتهم حتى أباد الله دولتهم وأخمد صولتهم بظهور الأمير عبد الله بن علي العيوني الأحسائي آل إبراهيم من ربيعة جد الأمير علي بن مقرب الشاعر الأديب فبقي يغاديهم ويراوحهم بالحرب مدة سبع سنوات وهو في أربعمائة رجل وربما تزيد ميلا حتى ذهبت أيامهم وعفت رسومهم وأعوامهم وإلى ذلك يشير المترجم في بعض قصائده:

سل القرامط من شظى جماجمهم * طرا وغادرهم بعد العلا خدما

من بعد أن جل بالبحرين شأنهم * وأرجفوا الشام بالغارات والحرما

وما بنوا مسجدا لله نعلمه * بل كلما وجدوه قائما هدما

وحرقوا عبد قيس في منازلها * وغادروا الغر من ساداتها حمما

قال وكان المترجم أديبا فاضلا ذكيا أبيا شاعرا مصقعا من شعراء أهل البيت ومادحيهم المتجاهرين ذا النفس الأبية والأخلاق المرضية والشيم الرضية، وقد كشف جامع ديوانه وشارحه كثيرا من أحواله بتفصيله واجماله وهو مطبوع وإن كان الظاهر أنه من المخالفين له في المذهب والمشاركين له في الأدب ولهذا حذف من أشعاره المراثي والمدائح وجرد منها ما هو الأولى بالذكر والصالح ويحتمل التقية في حقه وقد وقعت له على مراث كثيرة في الحسين ع منها المرثية في نظم مقتل الحسين ع ومنها قصائد من جملتها القصيدة المشهورة التي أولها :

من أي خطب فادح نتألم * ولأي مرزية ننوح ونلطم

يقول في آخرها:

قمنا بسنتكم وحطنا دينكم * بالسيف لا نألوا ولا نتبرم

وعلى المنابر صرحت خطباؤنا * جهرا بكم وأنوف قوم ترغم


لهفي لمولاي الشهيد ظاميا * يذاد عن ماء الفرات المترع

لم يسمح القوم له بشربة * حتى قضى بغلة لم تنقع

لهفي له ورأسه في ذابل * كالبدر يزهو في أتم مطلع

لهفي لثغر السبط إذ يقرعه * من لعصاة مجده لم يقرع

يا لهف نفسي لبنات أحمد * بين عطاش في الفلا وجوع

يسقن في ذل السبا حواسرا * إلى الشام فوق حسرى ظلع

يقدمهن الرأس في قناته * هدية إلى الدعي ابن الدعي

ينذبن يا جداه لو رأيتنا * نسلب كل معجر وبرقع

يحدو بنا حاد عنيف سيره * لو قيل أربع ساعة لم يربع

يا آل طه أنتم وسيلتي * إلى الاله واليكم مفزعي

واليتكم كيما أكونه عندكم * تحت لواء الأمن يوم الفزع

وإن منعتم من يوالي غيركم * أن يرد الحوض غدا لم أمنع

إليكم نفثة مصدور أتت * من مصقع ندب وأي مصقع

مقربي عربي طبعه * ونجره وليس بالمذرع

ينمى إلى البيت العتيق بل إلى * أجل بيت في العلى وأرفع








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق