الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

المقدمه

كان العرب في الجاهلية أُمّـةً أُمِّـيَّـةً تغلب عليها المشافهة وتقل فيها الكتابة، ولهذا السبب لم يكن الشعراء الجاهليون يدونون أشعارهم، وإنما كان رواتهم، وهم عادة من ناشئة الشعراء، يتولون مهمة حفظ ذلك الشعر وإشاعته بين الناس. وهؤلاء الرواة الذين وصفناهم بأنهم من ناشئة الشعراء قد قويت قرائحهم بعد ذلك، فأصبحوا أو أصبح بعضهم من الشعراء المشاهير. فقد روت المصادر أن زهيرًا ابن أبي سُلمى كان راوية لأوس بن حجر، وروى عن زهير ابنه كعب والحُطَيئة، كما روى شعر الحطيئة هدبةُ بن خشرم، ثم روى جميل بن معمر شعر هدبة بن خشرم، وروى كُثَيِّر عزة شِعْرَ جميل وهكذا دواليك.
وعندما جاء الإسلام شُغل العرب عن رواية الشعر فترة من الزمان، ولكنهم بعد اتساع الفتوحات الإسلامية، واستقرارهم في الأمصار عادوا إلى رواية الشعر ومُدارسته، وهنا نجد فئة من الرواة نذرت نفسها لرواية هذا الشعر وجمْعه ومحاولة تنقيته من كل ما هو زائف.
ثُمَّ نشأت طائفة أخرى من الرواة لم يكونوا ممن يحسنون نظم الشعر، فهم لا يروونه من أجل أن يتعلموا طريقته لكي يصبحوا شعراء، وإنما يروونه بقصد إذاعته بين الناس. فقد روت المصادر الأدبية أنه كان لجرير والفرزدق عدة رواة يلزمونهما ويأخذون عنهما شعرهما. ولم يكن هذا الأمر وقفًا على جرير والفرزدق فحسب بل إن غيرهما من الشعراء كان لهم رواة وتلاميذ.

دعُـ,ونـآ أ نتعرف علــئْ اشهًـر الشُــعًــرأأءْ

بعض ما كتب منقول من الموسوعه العربيه العالميه
وبعض المواقع الاخرئ
ـــــــــــــــــــــــــــ

نزار قباني






نِـــزآر قًـــبَّــآآنِــيْ

 

نزار قباني

(1341-1419هـ،1923-1998م). شاعر سوري من رواد الشعر الحديث ومن أبرز شعراء الغزل المعاصرين. ولد نزار قباني في دمشق. وهو ينتمي إلى أسرة تنحدر من الطبقة الوسطى. بعد إكماله التعليم الثانوي، التحق بجامعة دمشق ودرس فيها الحقوق. ثم عمل بعد التخرج في السلك الدبلوماسي السوري حيث عمل أولاً في سفارة بلاده في القاهرة. وفي هذه الفترة أصدر مجموعته الشعرية الأولى طفولة نهد. وبعد انتهاء فترة عمله في القاهرة عمل في بلدان مختلفة منها الصين. وفي هذه الفترة استمر عطاؤه الشعري فأصدر مجموعات من شعره تدور في معظمها حول المرأة وقضايا أخرى. ومن هذه الكتب: أحلى قصائدي؛ سامبا؛ لا؛ قالت لي السمراء؛ أشعار مجنونة؛ قاموس العاشقين؛ سيبقى الحب؛ هوامش على دفتر النكسة؛ أشعار خارجة على القانون؛ قصائد مغضوب عليها.

يرى بعض النقاد أن إنتاج قباني الشعري قد مرَّ بمرحلتين من مراحل تطوره من حيث المحتوى والموضوعات التي تطرق إليها. يمكن أن نطلق على المرحلة الأولى مرحلة الشعر الغزلي وهي التي تبدأ منذ صدور مجموعته الأولى طفولة نهد وتنتهي في عام 1967 حيث أصدر قصيدته هوامش على دفتر النكسة التي تؤرخ للمرحلة الثانية التي يطلق عليها مرحلة النقد السياسي
.

ولا يعني هذا التقسيم أن نزار قد كفّ عن كتابة الشعر الغزلي في المرحلة الثانية، ولا يعني كذلك أنه لم يكتب في المرحلة الأولى في النقد السياسي. ويتسم شعره الغزلي بغلبة الجانب الحسي عليه
.

أما شعره السياسي الذي جاء بعد شعره العاطفي فقد تميز ابتداء من هوامش على دفتر النكسة بنقد صارخ للواقع العربي وإدانة شاملة لكل ما هو قائم، وجلد الذات، مع نبرات متفائلة بالأجيال القادمة
.

مثل هذا النقد اللاذع للأمة العربية جعل بعض النقاد يتهمون نزار قباني بالضحالة السياسية وضعف الانتماء القومي. ويرى بعض النقاد أن التوكيد فقط على المظاهر السلبية في المجتمع العربي وترك الجوانب الإيجابية، واتخاذ المواقف السلبية من التراث الحضاري العربي وتشويه التاريخ وتحقير شأن العرب، والتشكيك في قدرات الأمة ووصمها بالبلادة والانحطاط نقد مدمِّر، وجَلْد للذات وللقارئ العربي معًا
.

 


بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعريه و فكرية، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. واثارت ضده عاصفة شديدة حتى أن طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993).

كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته, قرر بعدها محاربة كل الاشياء التي تسببت في موتها. عندما سؤل نزار قبانى اذا كان يعتبر نفسة ثائراً, أجاب الشاعر :" ان الحب في العالم العربي سجين و أنا اريد تحريرة، اريد تحرير الحس و الجسد العربي بشعري، أن العلاقة بين الرجل و المرأة في مجتمعنا غير سليمة".

التفرغ للعمل الأدبي
بعد استقالته انتقل إلى بيروت حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم «منشورات نزار قباني»، وبدأ أولاً بكتابة الشعر العمودي ثم انتقل إلى شعرالتفعيلة، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. تناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة، إذ تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. تحوّل نحو الشعر السياسي بعد حرب 1967، وأصدر عدة قصائد لاذعة ضد الحكومات والأنظمة العربية عمومًا وضد حكم البعث في سوريا ومنها «هوامش على دفاتر النكسة»، و«عنترة» و«يوميات سياف عربي».

في عام 1982 قتلت زوجته بلقيس خلال تفجير السفارة العراقية في بيروت، فغادر نزار لبنان إلى باريس ثم جنيف وأخيرًا في لندن حيث قضى الخمسة عشر عامًا الأخيرة من حياته، واستمرّ بنشر دواوينه وقصائده المثيرة للجدل خلال فترة التسعينات ومنها «متى يعلنون وفاة العرب؟» و«المهرلون». توفي في 30 أبريل 1998 عن عمر يناهز 75 عامًا في لندن،[5] ونقل جثمانه إلى دمشق حيث دفن بها بعد جنازة حاشدة شاركت بها مختلف أطياف المجتمع الدمشقي إلى جانب فنانين ومثقفين سوريين

 
بعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتى استقر به المقام في لندن التي قضى بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته . ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل ..خاصة قصائده السياسة خلال فترة التسعينات مثل : متى يعلنون وفاة العرب؟؟ ، و المهرولون .

وافته المنية في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما قضى منها اكثر من 50 عاماً في الحب و السياسة و الثوره .

كل الأساطير ماتت ….
بموتك … وانتحرت شهرزاد .







المعري

 

 
 
 
 
حياتـه

أسرته. في هذه المدينة استقرت أسرة المعري التي ترجع بأصولها إلى قبيلة عربية مشهورة هي تنوخ التي ينتهي نسبها إلى قضاعة ثم إلى يعرب بن قحطان. وسميت بذلك لأنها تنخت بالشام قديمًا أي أقامت، وقد عمر المعرة منهم بطن لبني ساطع الجمال وهو النعمان بن عدي ولقب "بالساطع" لجماله وبهائه وكان جوادًا شجاعًا. وبيت أبي العلاء في بني سليمان بن داود بن المطهر وفيهم العلم والرئاسة يقول ابن العديم "وأكثر قضاة المعرة وفضلائها وعلمائها وشعرائها من بني سليمان". وتولى أجداد أبي العلاء قضاء المعرة وضم إليها جده أبوالحسن سليمان قضاء حمص أيضًا، وعرف بالفضل وكرم النفس، ومات سنة 290 هـ، فولي بعده ابنه أبوبكر محمد بن سليمان عم أبي العلاء الذي قصده الشعراء بالمدح. يقول الصنوبري فيه
:

 
بأبي يا ابن سليمان لقد سدت تنوخا
 
 

وهم السادة شبانًا لعمري وشيوخا

فلما مات ولي القضاء بعده أخوه عبدالله بن سليمان والد أبي العلاء، واختلف في سنة وفاته، وله من الولد، غير أبي العلاء، أبو المجد محمد بن عبدالله وأبو الهيثم عبدالواحد ابن عبدالله، وكانا شاعرين وخلّفا طائفة من الأولاد تولوا القضاء. واستمر مجد الأسرة حتى أواخر القرن السادس الهجري.

وكان المعري شديد التعلق بأمه يتحدث عنها بعاطفة مشبوبة متقدة، ولما رحل إلى بغداد كان حنينه إليها متصلاً وطيفها لا يفارقه، وتصحبه الهواجس والظنون، وبقي طوال عمره يذكرها ولم ينسها على مر الأعوام. يقول ـ وهو شيخ ـ لابن أخيه القاضي أبي عبدالله محمد
:

أعبدالله ما أُسـدي جميـلاً نظير جميل فعلك مثل أمي سقتني

درها ورعت وباتت تعـوذني وتـقـرأ أو تُسـمي

 

شخصية المعري


أخلاقه. كان المعري رغم عزلته ذا صلة حسنة بالناس. وكان مع فقره كريمًا ذا مروءة يعين طلاب الحاجات وينفق على من يقصده من الطلاب يهدي ويُهدى إليه، ويكرم زائريه. ومن مروءته وكرمه أنه لم يقبل من تلميذه الخطيب التبريزي ذهبًا كان قد دفعه إليه ثمنًا لإقامته عنده. لم يرده إليه في حينه حتى لا يؤذي نفسه ويوقعه في مشقة الحرج، ولكنه احتفظ له به حتى تجهز قافلاً فودعه ورد إليه ما دفع
.


وكان رقيق القلب رحيمًا عطوفًا على الضعفاء حتى شملت رقة قلبه الحيوان فلا يذبح ولا يروع بولده وبيضه. وكان وفيًا لأصدقائه وأهله. وتفيض رسائله إلى أهل بغداد والمعرة وإلى أخواله بهذا الوفاء. ومن أهم خصاله الحياء الذي يكلفه ضروبًا من المشقة والأذى، وكثيرًا ما كتب كتبًا ورسائل لأناس طلبوا منه ذلك، وكتب يستشفع لأناس عند الأمراء، وهو كاره لذلك ولكنه لفرط حيائه لا يستطيع لهم ردًا. وكان سيئ الظن بالناس يعتقد فيهم الشرور والأسواء ويمقت فيهم خصال الكذب والنفاق والرياء. وانتهى أخيرًا إلى أن الإنسان شرير بطبعه، وأن الفساد غريزة فيه ولا يُرجى برؤه من أدوائه
 

اهًـم مُــؤلفًــآآتهْ

أشهر مؤلفاته. ألف أبو العلاء مصنفات جمة ضاع أكثرها ولم يصل إلينا منها إلا النزر اليسير. يقول القفطي والذهبي إن أكثر كتبه باد ولم يخرج من المعرة، وحرقها الصليبيون فيما حرقوا من المعرة، وأحصيا له من الكتب خمسة وخمسين كتابًا في أربعة آلاف كراسة، تشمل الشعر والنثر فقد ذكر له كتاب اسمه استغفر واستغفري فيه عشرة آلاف بيت ضاع مع ما ضاع. ويذكر الرحالة الفارسي ناصر خسرو أن أبا العلاء نظم مائة ألف بيت من الشعر وذلك سنة 438هـ قبل موته بإحدى عشرة سنة. وعد ياقوت من مصنفاته اثنين وسبعين مصنفًا. وبقي من شعره ثلاثة دواوين: سقط الزند، والدرعيات، وهو ديوان صغير طبع ملحقًا بالسقط، واللزوميات.

مكانته الشعرية ورأي النقاد

مكانته الشعرية ورأي النقاد فيه كان القدماء، إلا أقلهم، يعترفون بشاعرية المعري، ويعرفون تقدمه، وينشد الناس أشعاره ويتظرف بها الظرفاء. أما المحدثون فمنهم من جعل المعري فيلسوفًا وجرده من الشعر، وعده آخرون شاعرًا مجردًا من الفلسفة، وجمع له فريق ثالث بين الحسنيين
.

فبينما يرى بعضهم فيه شاعرًا فيلسوفًا حقًا لم يعهد المسلمون في قديمهم وحديثهم فيلسوفًا مثله؛ يرى آخرون أن ليس له مذهب فلسفي، بل له اتجاهات تخل بالمنهج الفلسفي إخلالاً واضحًا، فهو رجل وجدان، دقيق الحس، عميق الإدراك، صادق التعبير، جريء التعرض للمعاني والخواطر. بينما جعله فريق ثالث مع سقراط والقديس أوغسطين والغزالي وتوما الأكويني وشوبنهاور في طبقة واحدة، فضلاً عن من عده فيلسوفًا له نظراته في الفلسفة أو مجددًا لأصول الفلسفة أو هو الفيلسوف الأكبر
.

ولكن أكثر النقاد يرونه شاعرًا إنسانيًا متأملاً في المحل الأرفع بين شعراء العربية، له مقام فريد لامن حيث أسلوبه وفنه فحسب، ولكن من حيث روحه ونظرته إلى الحياة والأحياء من حوله

رأيه في الدنيا. أكثر آراء المعري صراحة هي تلك التي قالها في الدنيا، وكان يكنيها أم دفر وهو من أكثر من ذمها وكرهها، وبسبب ذلك كره الوجود وآثر العدم. وتمنى لو أنه لم يولد بل ويتمنى الموت لكل وليد لأنه سيقاسي الشرور
:

فليت وليدًا مات ساعة وضعه

 
ولم يرتضع من أمه النفساء




 

 

ابن المقرب




ابن المُقَرَّب
(572 - 630 هـ ، 1176 - 1232م). أبوعبدالله جمال الدين علي بن المقرب بن منصور بن المقرب الربعي العُيوني. من الشعراء الأعلام الذين حفظوا للشعر فحولته في عصرِ أخذت اللغة الشعرية فيه تهبط وتَضْعُف. عُرف بابن المقرَّب العيوني البحراني، ويُنسب إلى بلدة العيون بالأحساء. وهو من أسرة أمراء الأحساء العيونيين. عاش في أواخر القرن السادس للهجرة وأوائل القرن السابع بالأحساء حين كانت الخلافة العباسية في أواخر أيامها ولم يبق لخلفاء بغداد سلطان خارجها. فظهرت من ثمّ إمارات مستقلة بالبحرين وغيرها من الأقاليم.

كان للأسرة العيونية ولأمرائها وعشائر تلك البلاد اليد الطولى في القضاء على حركة القرامطة ودولتهم التي أقاموها في الأحساء وجعلوا عاصمتها هجر. ولهذا نجد ابن المقرب يفتخر في عدة قصائد بما فعله أجداده الذين قضوا على هذه الحركة، فيقول
:

 
سَلِ القرامط مَنْ شظَّى جماجمهم

 
فلقًا وغادرهم بعد العُلى خَدَما

منْ بعد أن حلّ بالبحرين شأنهم

 
وأرجفوا الشام بالغارات والحرما

وأبطلوا الصلوات الخمس وانتهكوا

 
شهر الصيام ونصوا منهم صنما

حتى حمينا عن الإسلام وانتدبت

 
منا فوارس تجلو الكرب والظلما

غير أن ابن المقرب لم ينل من أسرته الاستقرار الذي ينشده، فقد أثارت عليه نباهته حسد حسّاده الذين وشوا به لدى الأمير أبي منصور علي بن عبدالله، الذي استولى على بساتينه وأمواله وزج به في السجن. وحين أُطلق سراحه ذهب إلى الموصل عام 617هـ ثم إلى بغداد، وعاد بعدها مرة أخرى إلى هجر، ونظم الشعر في الأمير محمد بن ماجد. ثم مدح والي القطيف
.

له ديوان شعر مطبوع حذف منه طابعوه مدائحه ومراثيه في آل البيت. ذكره صاحب أنوار البدرين في ترجمة علماء الأحساء والقطيف والبحرين فقال في الباب الثالث في ترجمة علماء هجر وهي الأحساء: ومن أدبائها البلغاء وأمرائها النبلاء الأمير الأريب الأديب المهذب علي بن مقرب الأحسائي ينتهي نسبه إلى عبد الله بن علي بن إبراهيم العيوني الذي أزال دولة القرامطة من ربيعة كما تقدم، وقال قبل ذلك لم تزل القرامطة في دولتهم ومنكراتهم حتى أباد الله دولتهم وأخمد صولتهم بظهور الأمير عبد الله بن علي العيوني الأحسائي آل إبراهيم من ربيعة جد الأمير علي بن مقرب الشاعر الأديب فبقي يغاديهم ويراوحهم بالحرب مدة سبع سنوات وهو في أربعمائة رجل وربما تزيد ميلا حتى ذهبت أيامهم وعفت رسومهم وأعوامهم وإلى ذلك يشير المترجم في بعض قصائده:

سل القرامط من شظى جماجمهم * طرا وغادرهم بعد العلا خدما

من بعد أن جل بالبحرين شأنهم * وأرجفوا الشام بالغارات والحرما

وما بنوا مسجدا لله نعلمه * بل كلما وجدوه قائما هدما

وحرقوا عبد قيس في منازلها * وغادروا الغر من ساداتها حمما

قال وكان المترجم أديبا فاضلا ذكيا أبيا شاعرا مصقعا من شعراء أهل البيت ومادحيهم المتجاهرين ذا النفس الأبية والأخلاق المرضية والشيم الرضية، وقد كشف جامع ديوانه وشارحه كثيرا من أحواله بتفصيله واجماله وهو مطبوع وإن كان الظاهر أنه من المخالفين له في المذهب والمشاركين له في الأدب ولهذا حذف من أشعاره المراثي والمدائح وجرد منها ما هو الأولى بالذكر والصالح ويحتمل التقية في حقه وقد وقعت له على مراث كثيرة في الحسين ع منها المرثية في نظم مقتل الحسين ع ومنها قصائد من جملتها القصيدة المشهورة التي أولها :

من أي خطب فادح نتألم * ولأي مرزية ننوح ونلطم

يقول في آخرها:

قمنا بسنتكم وحطنا دينكم * بالسيف لا نألوا ولا نتبرم

وعلى المنابر صرحت خطباؤنا * جهرا بكم وأنوف قوم ترغم


لهفي لمولاي الشهيد ظاميا * يذاد عن ماء الفرات المترع

لم يسمح القوم له بشربة * حتى قضى بغلة لم تنقع

لهفي له ورأسه في ذابل * كالبدر يزهو في أتم مطلع

لهفي لثغر السبط إذ يقرعه * من لعصاة مجده لم يقرع

يا لهف نفسي لبنات أحمد * بين عطاش في الفلا وجوع

يسقن في ذل السبا حواسرا * إلى الشام فوق حسرى ظلع

يقدمهن الرأس في قناته * هدية إلى الدعي ابن الدعي

ينذبن يا جداه لو رأيتنا * نسلب كل معجر وبرقع

يحدو بنا حاد عنيف سيره * لو قيل أربع ساعة لم يربع

يا آل طه أنتم وسيلتي * إلى الاله واليكم مفزعي

واليتكم كيما أكونه عندكم * تحت لواء الأمن يوم الفزع

وإن منعتم من يوالي غيركم * أن يرد الحوض غدا لم أمنع

إليكم نفثة مصدور أتت * من مصقع ندب وأي مصقع

مقربي عربي طبعه * ونجره وليس بالمذرع

ينمى إلى البيت العتيق بل إلى * أجل بيت في العلى وأرفع








الشريف الرضىْ

 
 
 
 
 
 
الشريف الرضي
(359 - 406هـ ، 970 - 1016م). أبوالحسن محمد بن طاهر. من شعراء الشيعة بالعراق في القرن الرابع الهجري. لُقِّبَ بالشريف الرضي الموسوي، لأن نسبه ينتهي إلى موسى الكاظم، ومنه إلى الحسين بن علي. كما أن والده كان نقيب الأشراف الطالبيين على عهده، ثم آلت هذه النقابة إلى الشريف الرضي نفسه في عام 388هـ ووالده مازال حيًا. وأما أخوه فهو الشريف المرتضي الذي يكبر الرضي بنحو أربع سنوات.

اشتهر الشريف الرضي بالإبداع الشعري والتأليف الأدبي. فأما الشعر فقد تفتحت له قريحته بعد سن العاشرة بقليل، ثم ما لبث أن تفوق وذاعت شهرته فيه. وكان شديد التأثر بأبي الطيب المتنبي، حتى يمكن أن يُعدَّ تلميذًا نابهًا في مدرسته. وقد أثنى عليه صاحب اليتيمة فقال عنه: "لو قلت إنه أشعر قريشٍ لم أبعد عن الصدق
".

تكاد الصورة النفسية في شعر الرضي تتطابق مع مثيلتها في أشعار أبي الطيب، من حيث الطموح إلى المعالي، وعلو الهمة، والجرأة في المجاهرة بالرأي، والميل إلى الشكوى من الزمان، مع النزوع إلى الحكمة


 
 
 
 
وقد عرف الشريف الرضي بمراثيه، إذ مضى يرثي أبويه، وشيوخه وطائفة من أصدقائه، بما يشف عن وفائه لهم. كما مضى ـ على عادة أبناء طائفته ـ يرثي الإمام الحسين رضي الله عنه.
يبرز نشاطه في التأليف ما ناله من العلم الوفير على أيدي العلماء من المفسرين واللغويين والنحاة، فضلاً عن الفقهاء وعلماء الاعتزال. ومن أشهر تآليفه: نهج البلاغة في كلام الإمام علي رضي الله عنه؛ كتاب تلخيص البيان في مجازات القرآن؛ كتاب حقائق التأويل في متشابه التنزيل؛ كتاب المجازات النبوية؛ أخبار قضاة بغداد؛ شعر ابن الحجاج. ومن تآليفه أيضًا سيرة والده ثم ديوان رسائله
من أشهر قصائده الغزلية قوله
:
 
ياظبية البان ترعى في خمائله

 
ليهنك اليوم أن القلب مرعاكِ

الماء عندك مبذول لشاربه

 
وليس يرويك إلاّ مدمعُ الباكي

سهم أصَابَ وراميه بذي سَلَم

 
من بالعراق لقد أبعدت مرماكِ

حكت لحاظكِ مافي الرِّيم من مُلح

 
يوم اللقاء فكان الفضل للحاكي

أنت النعيم لقلبي والجحيم له

 
فما أمرَّكِ في قلبي وأحلاكِ


 

العكبري

 
 
 
العُكْبَرِيّ، أبو البَقَاء
(538-616هـ، 1143- 1219م). أبو البقاء عبد الله بن أبي عبد الله الحسين بن أبي البقاء عبد الله بن الحسين. لقبه محب الدين، وكنيته هي كنية جده، والعُكْبَرِيّ، نسبة إلى عُكْبَرَا (بلدة على دجلة)، ونعت بالضرير؛ لأنه أصيب بالعمى في صباه بسبب الجدري، لكن ذلك لم يؤثر عليهلله، ولم يَفُلّ من عزيمته.

ولد ببغداد ونشأ فيها، وطلب العلم وهو صغير، فكان يختلف إلى المعلمين، ويرتاد حلقات علوم اللغة والشريعة، وواصل تعليمه حتى تفقّه في النحو والتصريف والفقه والحديث وعلم الفرائض والقراءات والتفسير والأصول
.

أخذ عن مشاهير علماء بغداد في زمانه ووعى عنهم علمًا جمًا نافعًا أفاد منه، وكان عمدته في تعليم طلابه. ومن مشايخه، أبوحكيم إبراهيم بن دينار النهرواني (ت556هـ) أخذ عنه الفقه في أول حياته، وأبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي (ت597هـ). لازمه أبو البقاء، وأخذ عنه، وتأثر به تأثرًا ظاهرًا، وكان الشيخ يجل العكبري، ويشركه في حل بعض المسائل. ومن مشايخه أيضًا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن الخشاب اللغوي النحوي المشهور (ت567هـ)، وأبو الحسن البطائحي علي بن الحسن بن عساكر (ت572هـ) أخذ عنه أبو البقاء القراءات  

.
وصفه معاصروه وكتَّاب السير بالصدق والتدين، وحسن الخلق والتواضع، والورع والصلاح، وكثرة الحفظ، وتنوع العلوم التي يجيدها. ووثقوه، وبالغوا في الثناء عليه إلا ما كان من بعض منافسيه الذين حاولوا التقليل من شأنه. وقد ساعدت هذه الصفات وإلمامه بكثير من العلوم على ذيوع شهرته ورغبة طلاب العلم بالأخذ عنه فقصده الطلاب من مختلف الأقطار، وانتفعوا بعلمه وكثر طلابه ومريدوه، ومن أشهرهم: جد شيخ الإسلام ابن تيمية عبدالسلام بن عبدالله بن تيمية، وأبو الحسن علي بن عدلان الملقب بعفيف الدين، وياقوت بن عبدا لله الحموي.

وكان أبو البقاء شاعرًا مهتمًا بالأدب والأشعار أيضًا، وصنف مصنفات كثيرة متنوعة مشهورة منها: التبيان في إعراب القرآن، واهتم فيه بالقراءات والمسائل التصريفية واللغوية إلى جانب الإعراب، وقد طبع قبل تحقيقه تحت عنوان: إملاء ما مَنَّ به الرحمن، ومنها: إعراب الحديث؛ والتبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين؛ وشرح ديوان المتنبي، ويجدر التنبيه على أن كتاب التبيان في شرح الديوان المنسوب للعكبري مشكوك في صحة نسبته إليه، وشرح كثيرًا من الكتب النحوية والمتون
.

توفي ببغداد، ودفن بمقبرة الإمام أحمد غربي بغداد
.


الًبحــًريْ




البًــحتًــريْ

 

البُحْتُريّ
(204 - 284هـ، 819-897م). أبو عبادة الوليد بن عُبَيْدالله، من أعلام الشعراء العرب في القرن الثالث الهجري. ينتهي نسبه إلى بُحْتُر أحد أجداده من قبيلة طيء وإليه نُسب. وُلِد بمَنْبِج بالقرب من حلب في شمالي سوريا، وفيها نشأ نشأة عربية خالصة، نظم الشعر في فترة مبكِّرة من حياته، وأحب فتاة اسمها علوة الحلبية فشبَّب بها. اتصل بأبي تمام في حمص فأثنى أبو تمّام على شاعريته ونفحه وصيته في صناعة الشعر، فلما استوثق البحتري من شاعريته قصد بغداد ومدح بعض الوزراء والقادة والأمراء، ثم اتصل بالخليفة المتوكّل وبوزيره الفتح ابن خاقان، ثم شهد مقتلهما بعد فترة، فحزن وعاد إلى مَنْبِج. ولمَّا ضاق صدره فيها اتجه إلى المدائن. وصف إيوان كسرى بقصيدة سينية رائعة تُعدُّ من عيون الوصف في الشعر العربي ومطلعها:

 


صنْتُ نفسي عما يُدنِّس نَفْسي


 

وترفَّعْتُ عن جَدَا كل جِبْسِ


 
 
 
 

ألَّف البحتري كتاب الحماسة اقتداءً بأستاذه أبي تمام، وقد جمع فيه مختارات من شعر الأوائل لحوالي ستمائة شاعر مابين جاهلي وإسلامي وعباسي في مائة وأربعة وسبعــين بابًا ضمّنها أكـثر المعـاني الشعـرية القـديمة، ولكن حماسـته لا تضارع حماسة أبي تمـام في الاخـتيار. انظر: الشعر. يُنسَب للبحتري كتاب آخر اسمه معـاني الشعر ولكنه لم يصل إلينا. وبراعة البحتري في الوصف هي التي دفعته إلى وصف إيوان كسرى، ووصف الربيع، ووصف الذئب، ووصف بِرْكَة المتوكِّل، وغيرها من موصوفات عصره، وكان يساعده على ذلك صدق تجربته النفسية لشدة تأثره بالجمال ورهافة إحساسه، وتدفق عاطفته، وسعة خيالة، وروعة تصويره، وقدرة ذاكرته على اختزان المرئيات والمشاهد التي تتداعى في ذهنه، وهذا يفسِّر معنى المقولة: المتنبي وأبو تمام حكيمان والشاعر البحتري، التي تنسب إلى أبي العلاء المعري. ويظل البحتري أشعر من المتنبي وأبي تمام عند من يفضلون رونق الديباجة، وسهولة المعاني ووضوح التراكيب، وقرب الخيال، وتآلف الألفاظ، لأن البحتري ـ كما يُجمع النقاد ـ مطبوع على الشعر مولع بالجمال واسع الخيال، تقرأ شعره فتشعر كأنه ينساب من ينبوع قلبه وأنه لا يتكلَّف أي عنصر من عناصره. كما امتاز شعره بحلاوة الموسيقى وانسجامها مع العواطف والمعاني، وأبدع في تصوير الألوان، والأصوات، والمشمومات، والملموسات. وقد يطلب البحتري المجاز والبديع، ولكنه لا يسرف فيه إسراف أبي تمام، ويجعلهما خادمين للمعنى يزيدانه رونقًا، ثم هو لا يأتي بما غمض، بل يصطفي ماقرب مأخذه. وقد ساعده طبعه على حسن الاختيار حتى قيل عن شعره إنه سلاسل الذهب وخاصة مافي حديثه من المعاني الغزلية ولا سيَّما طـيـف الخيال الذي اشتُهر به البحتري، فكان بحق زعيم المدرسة الشامية. ومن أبياته السيارة قوله


ومن رقيق غزله قوله
:
 


مِني وصلٌ ومنك هجرُ


 

وفيَّ ذلٌ وفيك كِبْرُ




وماسواء إذا التقينا


 

سهل على خلّةٍ وَوَعْرُ




قد كنت حُرًا وأنت عبدٌ


 

فصرتُ عبدًا وأنت حُرُّ




بَرَّح بي حبك المُعَنِّي


 

وغرني منك مايَغُرُّ




أنت نعيمي وأنت بؤسي


 

وقد يسوء الذي يَسُرُّ

هًذآآ ديوان آخر لـهُ